انتقام مثلي الجنس
نحن اللذين كتب علينا الشقاء ... نشقى حتى في عز السعادة. قصتي قصتان, بل معانتان لم أتوقع يوما في حياتي ان حياتي ستتخذ ذلك المنحى الغريب , بدأت قصتي عندما رحلت عائلتي الى منزلنا الجديد في باب الواد و هناك انتقلت انا الى ثانوية عبد الرحمان ميرة حيث بدأت عامي الثاني, حين دخلت ككل الطلاب الجدد لم أكن أعرف أحدا وشيئا فشيئا كونت صداقات جديدة و معارف غير انني لم أكن من النوع اللذي يميل الى التعرف على الكثير من الناس , و بعد انتهائي من الدراسة كل يوم اعتدت الذهاب انا و صديقي الجديد أحمد الى شاطئ البحر و التنزه هناك , في يوم من الايام بدأت ألاحظ تصرفات غريبة من طرف صديقي و كلما حاولت الاستفسار عما يحصل معه اتعرض للصد من قبله , غير ان الفضول قتلني , و من شدته قررت التحري عما يحصل مع صديقي فبدأت أراقبه من مكان لآخر و هنالك لاحظت انه يلتقي بأناس غرباء و يصعد في سياراتهم ثم يعود متاخرا الى منزلهم اللذي كان بجوار منزلنا , يعد ايام لم يعد ياتي للدراسة و كثرت خرجاته وكلما اتصلت به لا يرد و اذا رد يقول لي بانه مشغول و انه لا يستطيع التحدث معي . وفي احد الأيام بعد عودته الى المنزل استغليت الفرصة و ذهبت لمناداته و أنا في حالة يرثى لها و حين خرج بقيت اصر عليه انه يجب ا نياتي معي لأنني واقع في مشكلة كبيرة , حتى اقتنع و أتى الي مسرعا فاستغليت الفرصة و ذهبت به الى مكاننا المعتاد حيث جلسنا نتحدث وهو يحاول الاستفسار عما يحصل معي الا انني قلت له : سامحني بصراحة اضطررت الى التمثيل واختلاق كل ذلك حتى تأتي الي فأنا اريد ان اعرف ماذا يحصل معك ... فاستدار ناحية البحر و الحزن باد على محياه ثم نظر بعمق و قال لي : احقا تريد ان تعرف ما يحصل معي ؟ فقلت باهتمام : أكيد اريد المعرفة , فقال لي بصوت اجهش : قد لا يعجبك ما ساقوله لك الآن لكن عدني ان يبقى سرا بيننا الى ماشاء الله , فوعدته بذلك ثم اذا به يقول لي : اتتذكر تلك السيارات اللتي كانت تقلني من المدرسة و تأتي بي اليها ؟ فاومأت بالايجاب , فاكمل حديثه قائلا : تلك السيارات لم تكد لأحد من اهلي كما كنت أدعي , تلك السيارات لأناس , اناس غرباء عني و عن عائلتي , اناس تعرفت عليهم عن طريق الفيسبوك . فنظرت اليه باستغراب و قلت : الفيسبوك ؟؟؟ كيف ذلك ؟ و أنى لك ان تثق بأناس غرباء ؟ فقال لي : أؤلائك الغرباء هم أناس مثلي . فقاطعته قائلا : و ما بالك أنت ؟ كيف مثلك ؟ فقال لي : أناس ..... اناس مثليين جنسيا , شواذ كما يقال . و تعرضت ملامح وجهي للغزو من فرط الدهشة حينها و صمت مكاني و بالكاد ابتلعت ريقي , نظرت اليه في ذهول و أنا أقول انت ... أنت ... مثلي جنسيا ؟ فأومأ بالايجاب و الخجل يملئ وجهه . حينها انعقد لساني عن الكلام , كيف لا و أنا كنت اظن بانني الوحيد المختلف في هذا العالم , فلطالما كتمت سري في قلبي و دفنته بعيدا عن كل القبور , احترت في تلك اللحظة اي مشاعر يجب علي ان أرسم في وجهي , مشاعر الحزن و الألم على نفسي ؟ أم مشاعر الفرح لاني و أخيرا وجدت شخصا مثلي , ينتمي لي و انتمي له ؟ ثم بعد صمت و صراع طويل مع ذاتي قطع علي صديقي معركتي الداخلية قائلا : بصراحة لقد كنت متهورا كثيرا في الأيام الماضية و ها أنا ذا أدفع ثمن تهوري , ففي الأيام الأخيرة كنت كثير السهرات و الخرجات , كنت أعمل بائع هوى , كل مساء التقي ببعض المثليين و أذهب للسهر و المبيت معهم في الفنادق و منازلهم أحيانا . و استمر بالحديث عن تجاربه لكن بالي شرد مجددا ... كنت افكر بعمق , اي طريق هاذه ؟ كيف له ان يعمل بائع هوى كالعاهرات ؟ بصراحة صدمتني كلماته , كيف لا و انا اللذي كنت ارسم احلى اللوحات عن المثليين و الحب , كيف لا و انا اللذي كنت أتأمل دائما بأن الحب المثلي أرقى انواع الحب ... الآن بعد كلماته تلك تغير فكري اتجاه المثلية 360 درجة , أصبحت أرى قبح و قسوة المثلية فكرهتها, نعم كرهتها و كرهت نفسي و مثليتي ,, خصوصا بعد قوله لي : " صدقني يا صديقي هذه الطريق وعرة و لم أخترها بيدي . قلبي يحترق كل يوم , كل ليلة لكني لا أستطيع الهروب من هذه الطريق , و الكارثة الكبرى أنني واقع في مشكلة و لا أجد لها حلا . و ما ان ذكر تلك الكلمات حتى عدت الى رشدي لكني لم التقط سوى كلمة مشكلة ", فقلت له : و ما هي مشكلتك ؟ فقال : "أنا كنت اعشق احد الشباب, تعرفت عليه صدفة في احدى المقاهي ثم توطدت علاقتي به رويدا رويدا و بدأ الحب يرمي شباكه علينا حتى أفقدنا السيطرة على أنفسنا , فهمت في بحره و سبحت لكني لم أكن بذلك السباح الماهر , أتدري ؟ لقد تركت عدة السباحة على الشاطئ فجرفني المد و الجزر مع التيار و غرقت شر غرقة" . رسمت علامات التعجب على وجهي فابتسم هو بشحوب قائلا : اعذرني يا عزيزي لتحدثي بتلك الطريقة .. لكن .. مشكلتي ببساطة انني كنت احمقا و احببت شخصا لا يستحق و الآن انا أدفع ثمن غلطتي , لقد كنت مغفلا بما يكفي لتسليمه نفسي في ليلة جامحة رميت نفسي بين احظانه فانتهك حرمتي و سلبني عذريتي و الأسوء من ذلك انه قام بتصوير فيديو وهو يمارس علي الجنس ثم صار يهددني بالفضح اذا رفضت تنفيذ رغباته و منذ ذلك الحين و انا تحت رحمته ... فنظرت اليه بحزم و قلت له : متى حدث كل ذلك ؟ فقال لي : العام الماضي خلال عطلة الشتاء , ثم سالته عن اولائك اللذين قالي لي انه تعرف عليهم عن طريق الفيسبوك فقال لي : أولائك الناس بعضهم مجرد اصدقاء و البعض الآخر مثليين كنت اقضي معهم الليالي حين تشتد رغبتي لل.... ففهمت مقصده فورا بعدها صمتت لفترة أفكر في طريقة اساعد بها صديقي للتخلص من مشكلته حتى طرات ببالي فكرة و فورا بدأت بتنفيذها . فقلت لصديقي : أريدك ان تضعني في الصورة . فقال لي : كيف ؟ لم أفهم قصدك ؟ فقلت : بصراحة اريد ان أساعدك حتى تحصل على الفديو و تجعله حجة لك لا عليك , لكن أولا يجب عليك ان تنفذ كل ما أطلبه منك ولا تناقشني . فنظر الي نظرة حسرة ثم قال لي : لكن الامر خطير و انت لا تنتمي لهذا العالم و لا اريدك ان تتورط معي , فكتمت الغصة في قلبي ثم قلت له : لا بأس فأنا اعرف ما أفعل , المهم أولا يجب عليك ان تخبرني شيء عنه , أريد ان اعرف اسمه اين يسكن عمره ماذا يحب اي نوع من الصبيان يفضل و كيف يصطادهم . فبدأ يجيب على أسئلتي الواحد تلو الآخر , بعدها قلت له : حسنا يجب أن نذهب الآن و في الغد نبدأ بتنفيذ كل شيء , ثم غادرنا معا و الي الغد في الصباح الباكر ذهبت الى منزل صديقي و ناديته و حين رآني لم يكد يعرفني فقد غيرت نمط لباسي و تسريحة شعري و كل شيء فيا , حينها نظر الي صديقي في ذهول وقال : واااو هكذا تبدو كالاجانب ههه فقلت له : و على هذا الأساس ستعرفني بصديقك . أنا أجنبي , ألم تقل بان صديقك يحب الجمال و الحطة , ها أنا ذا . فقال لي و هو يبتسم : سيقع في شباكك ما ان يراك هيا بنا , فذهبنا معا الى المدرسة , و كلما رآني أحد من اصدقائي أبدا اعجابه بمظهري الجديد , حتى بعض الأساتذة . و حين انتهاء الفترة الصباحية خرجنا من المدرسة و كما اخبرني صديقي فقد كان صديقه ر اللذي اخبرني عنه ينتظره أمام باب المدرسة , فاومأ لي انه هو فبدأت انا بالتصرف بغرابة و الضحك بصوت مرتفع مع صديقي محاولا اثارة انتباهه , ثم اذا به بنزل من سيارته وهو ينظر الينا , و حين وصل سلم على أحمد و مد يده لمصافحتي وهو يبتسم فبادلته المصافحة و الابتسام , بعدها بدا بالحديث مع صديقي قائلا : ألن تعرفني على صديقك الجديد ؟ فقال له أحمد : آم نعم , هذا صديقي جمال , جمال هذا صديقي سمير . فنظرت اليه نظرة اغراء و قلت له و انا ابتسم : تشرفت بمعرفتك , فبادلني الاطراء ثم قال لي : هلا رافقتنا من فظلك . غير انني اعتذرت و تحججت بأن والدي سياتي الي بعد قليل , لقد كان ذلك ضمن الخطة فأحمد أخبرني بأن سمير يحب الصبيان اللذين يصعب اغوائهم , اللذين لا يتمكن من الوصول اليهم بسهولة ... و تلك كانت ثاني خطوة في خطتي , و استمرينا على ذلك الحال لمدة اسابيع أخرى , كلما حاول التقرب مني صددته الى ان لاحظت انجذابه الكبير الي و الى حديثي و ضحكي المستمر حين اكون برفقة احمد , فقررت فتح المجال له لكن بحذر , و في احد الايام لم ياتي صديقي أحمد للدراسة لانه اصيب بوعكة صحية غير انني حين خرجت من المدرسة وجدت سيارة سمير في الانتظار و حين رآني اسرع الي و صافحني فقلت مباشرة له : سمير لم ياتي الى المدرسة اليوم لأنه مريض ,ألم يخبرك بذلك ؟ فقال : نعم نعم أخبرني لكني لم آتي لأجله هو ,بل أتيت لاجلك . فنظرت اليه باستغراب قائلا : كيف ؟ أتيت الي ؟ لماذا ؟ فقال لي : تعال معي نذهب الى مكان آخر ونتحدث . فوافقته ثم ركبت معه سيارته و انطلقنا . فأخذني الى احدى المطاعم على الشاطئ و جلسنا فسالني ماذا أطلب لكني طلبت منه الاختيار , و بعد انتهائنا من تناول الطعام بدأ يحدثني عن نفسه و عن أحمد و كيف انهما تعرفا , لكن كل تلك القصص اللتي أخبرني بها كانت كذب , غير انني تظاهرت بالانصات و أبديت اهتماما لكل كلمة يقولها و بعد مدة طلب مني رقم الهاتف , فقمت بتدوينه له وكذلك قام هو . ثم اعادني الى المدرسة و أخبرني بانه سيتصل بي بعد انتهاء الدراسة , و بالفعل حين انتهيت اتصل بي و بقينا نتحدث بالهاتف حتى و صلت الى منزلي و بقينا على تلك الحال مدة من الزمن و كلما حدث شيء أخبر صديقي احمد به , و في تلك الأثناء سارت خطتي كما يجب الى ان أخبرني سمير في يوم من الايام انه معجب بي و انه لا يستطيع ابعادي عن باله ابدا , و هنالك ادركت بان خطتي بدأت بالنجاح و فعلا أخبرت أحمد بذلك لكنه حذرني من الوقوع في شباكه فهو فعل نفس الشيء معه . فطمأنته بأنني لست بذلك الغباء و انني سأجلب له حقه في القريب العاجل ثم سالته ما اذا مازال يستفزه او يطلب منه ممارسة الجنس رغما عنه ؟ فأخبرني بانه لم يتصل به منذ مدة .... و في أحد أيام عطلة الشتاء اتصل بي سمير و طلب مني اللقاء , فوافقت ثم اخبرت أحمد بالتفاصيل و مكان اللقاء و كل شيء ثم غادرت .
اتجهت الى مكان اللقاء المعتاد حيث وجدت سمير بانتظاري فركبت سيارته و سلمت عليه ثم انطلقنا معا , و في الطريق بدا لي انه يتصرف معي بغرابة و كأن شيئا ما يحصل معه , فسألته عن حاله فأجابني قائلا : انا لست بخير , منذ ان رأيتك و أنا لا أشعر باني بخير , فقلت له : أوضح أكثر : فقال لي : أفكر بك طول الوقت و لا أستطيع النوم , لقد بدا حينها أكثر صدقا في كلامه من اي مرة سابقة تحدثنا فيها , نظرت اليه بحيرة و استفسرت عن السبب ؟ فقال لي : لا تستغرب لكن أطن بانني احبك . ضحكت انا و قلت : تحبني ؟ أنى لك أن تحبني ؟ فقال لي : أنا مثلي جنسيا و اميل الى الذكور , فقلت ل : اممم مفهوم , ثم قررت تعديل الخطة و قلت له : نعم و أنا أيضا كذلك , و أيضا أنا معجب بك , فأشرق وجهه أملا و تبسم ثغره , ثم قال لي : هل تقبل ان تكون حبيبي ؟ فقلت له : وماذا عن احمد ؟ فقال : هو مجرد صديق لا أكثر , فقلت له : وهل سيتفهم الأمر ؟ فقال لي : وهل هناك داعي ليعرف بالامر ؟ فغمزته بابتسامة ثم ضحكنا معا و أكملنا طريقنا معا . أمضيت ذلك اليوم برفقته و في المساء عدت الى المنزل لكني كنت مرهقا فلم ألتقي باحمد , و في اليوم التالي ايضا التقيت بسمير و عدت مساءا الى المنزل و تركت هاتفي صامتا ثم نمت و لم انتبه الى اتصالات احمد و كذلك اليوم اللذي بعده كنت مشغولا بخطتي حتى نسيت اخبار احمد بالتفاصيل , حتى اني لم اذهب اليه مدة اسبوع و كذلك لم ازره حين دخل المشفى مجددا , و في تلك الأثناء سارت خطتي على ما يرام فكنت كل مساء التقي سمير و نتحدث و نضحك و احيانا اضطر الى تحمل قبلاته و أحضانه اللتي كانت تقرفني و تنفرني منه و كل ذلك في سبيل صديقي أحمد , و في احد الليالي اتصل بي سمير و قد كان في حالة يرثى لها و اخبرني بأنني يجب أن ألتقيه حالا , فغيرت ثيابي و نزلت الى الشارع فرأيت سيارته متوقفة هناك فصعدت و انا أستفسر عما يحصل معه ؟ فوجدته في حالة سكر و قارورات الشراب مرمية في سيارته و اخرى في يده , فتملكني الذعر و ندمت على خروجي اليه , فأخذ يقبلني بعنف و يعبر لي عن حبه و هو في حالة سكر فضيعة , فأخذت نفسا عميقا و قلت في نفسي : هذه هي فرصتي الذهبية . فاستجمعت قوتي و بادلته القبل و الكلمات فعرض علي ان أشرب معه لكني امتنعت عن الشراب و اكتفيت بجعله يشرب أكثر و اكثر حتى سكر كليا و هنالك بدأت باستجوابه , فتلك فرصة لا تعوض أبدا , سالته عن قصة احمد و عن الفديو فاخبرني بكل شيء و فعلا صديقي احمد كان صادقا في قصته كلها حينها تملكني الغضب و رغبت في خنقه هناك , لكني عدلت عن رأيي و سالته مجددا اين يحتفظ بالفديو فأخبرني بانه في بطاقة الذاكرة في هاتفه فتحيلت عليه وقدمت اليه المزيد من الشراب حتى ثمل و نام بين أحضاني فدسست يدي في جيبه و اخرجت هاتفه ثم حاولت الدخول اليه غير اني لم أستطع لأنه كان يضع عليه قفلا فاضطررت الى سرقة بطاقة الذاكرة ووضعتها في هاتفي ثم دخلت الى الفديوهات فعثرت على الكثير الكثير من الفديوهات و الصور المخلة بالحياء لصبيان وحتى اطفال كان يغتصبهم و من بينهم فيديو احمد , فأحترت ماذا أفعل ؟ ثم قمت بنسخ كل الفديوهات في هاتفي و أعدت البطاقة الى هاتفه ثم تركته في تلك الحالة و غادرت السيارة . و يتت تلك الليلة مشغول البال أفكر فيما حصل و كيف لي أن آخذ بثأر كل اللذين اغتصبهم و سبب لهم الأذى , و في الصباح الباكر ذهبت لزيارة احمد و حين قابلته كان المرض قد انهكه و بدا شاحب الوجه متغير الخلق , فاحترت في امره غير انني حاولت طمأنته فحكيت له عن كل ما حصل ثم أريته كل الفيديوهات التي عثرت عليها في هاتف سمير , فابتسم في شحوب و قال لي : لا أدري ماذا اقول لك يا عزيزي , انت صديق رائع , هكذا سآخذ بثأري منه . لقد بدى لي أنه يشارف على الموت وهو يقول لي تلك الكلمات , فسألته ماذا سيفعل الآن ؟ فقال لي : هل تستطيع مرافقتي الى مركز الشرطة , سأقوم بالتبليغ عنه و استعمل هذه الفديوهات كدليل . فقلت له : هل انت متأكد مما تقول ؟ فأومأ بالايجاب ثم قال لي : بعد ان نبلغ عليه ساقول لك ما بي . ثم ذهبنا معا الى مركز الشرطة حيث بلغنا عنه وقدمنا لهم الدليل و تعرضنا حينها للكثير من الاستجواب الا ان اجاباتنا كانت مقنعة بالادلة اللتي نملك , و بعد مدة تم القبض على سمير و فحص هاتفه النقال و اكتشاف الفديوهات و الصور و كل شيء آخر وتم تقديمه الى المحكمة و هناك وقف أحمد و انا بجانبه ضد سمير اللذي لم يملك بدا سوى الاعتراف بجرائمه الشنيعة ثم تم زجه في السجن مع غرامة مالية , و كان آخر طلب له هو ان يراني للتحدث , فرفضت رؤيته ثم غادرت انا و أحمد .. و بعد أيام عدت الى السجن لرؤيته و كلي حزن و أسى . و خلف القضبان جلسنا وجها لوجه و كل منا يحمل في نظراته للآخر حزنا عميقا , نظر الي نظرة حزن و افتتح الحديث قائلا : لم أكن ادري بانك ستغدرني ؟ فقلت بحزم : لم أغدرك لكنك غدرتني , انا اعرف بانك كنت تنوي فعل ما فعلته سابقا بي أيضا , فقال لي : لالالا لا تقل هذا الكلام , أنا منذ عرفتك صرت انسانا آخر , لقد احببتك بصدق , فقلت له : وما اللذي منعك من ان تفعلها بي ؟ فقال لي : الحب . حبي لك غيرني و جعلني أكثر نضجا . فاطلقت ضحكة ساخرة من كلماته رجت لها جدران السجن , فقال هو : الا تصدقني ؟ ساثبت لك ذلك , اسئل أحمد و سيخبرك بالحقيقة , فقلت له في حزن : هيهات هيهات أن أسئل أحمد , فقال لي : في تلك الليلة اللتي اتيت فيها اليك , اتذكرها ؟ لقد اتصلت في صباحها بأحمد و اعتذرت منه و اخبرته بانني سأحذف الفديو الخاص به و كذلك فعلت مع كل من أذيتهم لكن حدث شيء جعلني انسى حذف الفديوهات و من ثم حصل ما حصل . و لوهلة حين انهى كلامه جعلني احس بالذنب و انني خربت توبته فبدأت مشاعر الندم تخالجني لكني وقفت في حزم وقلت له : أنت السبب , بسببك ... بسببك توفي صديقي احمد جراء اصابته بفيروس السيدا .....مبارك عليك المرض , و اذا بالدموع تترقرق في عيوني , و ما ان نطقت بالكلمات حتى غمر الأسى وجه سمير و شله الذهول و لم يستطع أن يتحدث أبدا , لقد انعقد لسانه و ساد الصمت بيننا لفترة غير انني استدرت اليه مجددا وقلت : فل يكن في علمك , أنا لست مثليا و كل شيء فعلته معك هو لمجرد الانتقام منك , بصراحة لم أدري لماذا كذبت في تلك اللحظة , هل أردت حينها الحفاظ على كبريائي المجروح ؟ أم أردت ان أجعله يشعر بانه تم استغفاله من طرفي ؟ ربما هو الخيار الثاني ... وبينما نحن في تلك الحالة اذا بصوت السجان يصدى في المكان معلنا عن نهاية وقت الزيارة فقمت من مكاني و غادرت الغرفة في صمت .. و بعد مرور ايام عن تلك الحادثة أصبحت أكثر تكتما من قبل و انطويت على نفسي حتى كدت أصاب بمرض التوحد لكثرة جلوسي وحيدا ففي الأخير لم أستطع نسيان تلك الحادثة و لا تجاوزها أبدا , بل استسلمت لخوفي و ابتعدت عن المثلية وكل شيء لكن عذابي زاد بذلك اضعافا , و الآن أنا وحيد لا ادري ما أنا فاعل بمثليتي ...
تعليقات
إرسال تعليق